توقيف عناصر جديدة في قضية “خلية قطيني” المُتهمة بتمويل الإرهاب في سوريا بالتعاون مع المفوضية الإسلامية في إسبانيا:

تعاون أمني سعودي-إسباني يسفر عن اعتقال ثلاثة مواطنين إسبان من أصول سورية يتهمهم القضاء الإسباني بتمويل الإرهاب

صورة أرشيفية , وكالات انباء

الثلاثاء 7 مايو 2024 م , وكالات أنباء

كشف الكاتب الصحفي الاسباني خواكين خييل بجريدة El País الإسبانية، في تقرير إخباري بأن السلطات الأمنية السعودية قد ألقت العام الماضي القبض على سبعة عناصر منتمية لخلية تبين بأنها على صلة بقضية تمويل الارهاب المُتهم فيها رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا الدكتور أيمن أدلبي، وأمين الصندوق الأسبق بهذه الهيئة المعنية بإدارة شؤون المسلمين ومراكز العبادة والمساجد في مختلف الأقاليم الإسبانية.

أشار الصحافي الإسباني إلى أن الأجهزة الأمنية السعودية قد قامت بتفكيك هذه الخلية السرية (3 من عناصرها إسبان من أصول سورية) ومداهمة مساكنهم والعثور على مبالغ مالية كبيرة وإيصالات بحوالات مالية، وهي الخلية التي كانت تتعاون مع أخرى في مدريد تُدعى خلية القطيني السورية، والتي تم تفكيكها في عام (2019م)، بعدما وُجهت إلى أعضائها اتهامات بإرسال أموال من إسبانيا لصالح عناصر منتمية لتنظيمات إرهابية منبثقة عن تنظيم القاعدة في سوريا، وأن هذه الخلية كان يعلم بوجودها رئيس المفوضية الإسبانية في إسبانيا وقيادات داخل هذه المفوضية، وذلك وفقا لتقرير سري صادر في وقت سابق عن الإدارة العامة للمعلومات بالجهاز الوطني للشرطة الإسبانية.

ذكر الصحافي الاسباني بأن الإسبان الثلاثة الموقوفين في السعودية قد تم رصد نشاطهم من قبل الجهات الأمنية لمكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية، ووجهت الأجهزة الاستخباراتية السعودية إليهم اتهامات بتمويل الارهاب، وتم إيداعهم السجن في شهر (فبراير 2024م)، انتظارا لمثولهم أمام القضاء المحلي السعودي. كما أشار إلى أن هناك موظفون دبلوماسيون إسبان قاموا بزيارة هذه العناصر في سجون كل من مدينتي الرياض و جدة.

أفاد بأن من بين هؤلاء الأشخاص الإسبان الموقوفين في السعودية يأتي شخص ملقب بصالح، والبالغ من العمر 61 عاما، وهو الشخص الذي تعتقد الشرطة الاسبانية بأنه كان بمثابة الذراع الأيمن الذي كان يحظى بثقة أمين الصندوق الأسبق للمفوضية الاسلامية في إسبانيا، محمد حاتم روحيباني، وكانت تصل من خلال حساباتها البنكية في إسبانيا الأموال للعناصر الإرهابية في سوريا، وأن كلاهما كان يعرفان ومنذ عام (2014م) المدعومحمد بن أنيس، مدير الجمعية الخيرية البشائر التي كانت تُستخدم كغطاء لتسهيل وصول التبرعات القادمة من إسبانيا إلى عناصر بالتنظيمات الارهابية في سوريا. كما أنه من بين الأشخاص الإسبان الموقوفين في السعودية يأتي كذلك شخص يُلقب بالزعيم، صاحب الـ 74 عاما والمولود في مدينة حلب السورية، والمُتهم بإرسال مبلغ وقدره (3240) يورو لصالح تمويل الارهاب في سوريا، وتحديدا إلى تنظيم جيش الإسلام، الذي يجمع تبرعات ويعمل هو وعناصره من داخل كل من سوريا و تركيا و المملكة العربية السعودية، كما أن هذا التنظيم هو الذي استخدم جمعية (البشائر) لكفالة الايتام السوريين كغطاء للحصول على الأموال من الخارج، ومن بينها تلك الأموال القادمة من إسبانيا، وكان يتم جمعها من داخل مقر المفوضية الإسلامية في مدريد.

ذكر الصحافي الاسباني بأن التحقيقات في إسبانيا توصلت كذلك لمعلومات تفيد بتواجد أحد عناصر ما عرفت باسم خلية قطيني السورية بين صفوف المقاتلين في أفغانستان في الثمانينيات لمواجهة القوات الروسية، حيث تم العثور على رسالة خطية قام بإرسالها أحد عناصر هذه الخلية لقيادي سوري تابع لتنظيم لإخوان المسلمين، كان يشغل مناصب قيادية في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والحضارات في لندن، ويقول فيها بأنه وصل إسبانيا في عام (1984م) بعدما ندم على انضمامه لصفوف المقاتلين في أفغانستان، والتحق للعمل بوزارة العدل الإسبانية، وأفادت التحقيقات في (إسبانيا) بأن هذا العنصر قد اجتمع مع أيمن أدلبي في مدينة مليلية بجنوب إسبانيا في تاريخ (20 أغسطس 2020م) وتجمعهما صورة تذكارية. كما تواصل الشرطة الاسبانية من جانب آخر التحري بشأن تورط عنصر آخر من الخلية المذكورة– صادر بحقه حكم بالسجن لمدة (9) أعوام بتهمة تمويل الإرهاب- في إرسال مبلغ وقدره (1700) يورو لصالح جمعية البشائر التركية.

وتواصل من جانبها المفوضية الإسلامية في إسبانيا نفي مشاركتها في نشاط هذه الخلية أو تمويل الإرهاب، وتعرب عن ثقتها في أن يتم حفظ هذه القضية من قبل المحكمة الوطنية الاسبانية، وتؤكد على أنه لم يكن لديها أي علم بتحصيل تبرعات في إسبانيا وصلت قيمتها إلى (300) ألف يورو، خلال الفترة ما بين عامي (2013م- 2021م)، لصالح جمعية خيرية تركية (البشائر)، ليتبين في الأخير بأن هذه الجمعية كانت مجرد غطاء لإرسال أموال تبرعات من إسبانيا انتهت إلى أيادي عناصر إرهابية في سوريا.