على خلفية استمرار الهجوم على زوجته وتحريك دعاوى قضائية ضدها:

رئيس الوزراء الإسباني يلغي أجندة عمله لأيام مُقبلة، وسيعلن عن قراره ما إذا كان سيستمر في منصبه أم سيترك رئاسة الحكومة الإسبانية

صورة أرشيفية,وكالات أنباء

الاربعاء ، 24 أبريل 2024م، وكالة الأنباء.

قام رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيث، بنشر عبر حسابه الشخصي بمنصة (X)، نص الخطاب الذي توجه به إلى المواطنين في إسبانيا، والذي يُشير من خلاله إلى أنه سيلغي أجندة عمله لأيام مُقبلة، وسيخرج في تاريخ (29 أبريل 2024م) للإعلان عن قراراه بما إذا كان سيستمر في منصبه كرئيس للحكومة الإسبانية، أم أنه سيترك هذا المنصب للتفرغ للدفاع عن زوجته سيدة الأعمال بيغونيا غوميث، التي تواصل المعارضة السياسية في إسبانيا – ممثلة في كل من الحزبين الشعبي (PP) اليميني المُحافظ، وحزب (VOX) اليميني المُتشدد- الهجوم عليها وتحريك دعاوى قضائية ضدها والوقوف وراء نشر معلومات عبر وسائل الإعلام والصحف الإسبانية تتهمها فيها بالتورط في قضايا فساد واستغلال النفوذ.

صورة أرشيفية,وكالات أنباء

 

استهل رئيس الوزراء الإسباني خطابه بالإشارة إلى أنه لم يعتاد التوجه إلى المواطنين في إسبانيا من خلال خطابات مكتوبة، إلا أنه ذكر بأن خطورة الهجمات التي طالته وزوجته، وضرورة تقديم رد هادئ، فإنه يرى بأن هذه هي الطريقة الأفضل للتعبير عن رأيه. وأشار المسؤول الإسباني إلى قيام المحكمة الابتدائية في مدريد بفتح التحقيقات ضد زوجته بيغونيا غوميث، وذلك بناء على طلب من قبل النقابة التي وصفها المسؤول الإسباني بأنها منظمة يمينية مُتشددة تُدعى  (الأيادي النظيفة Manos Limpias)، بالتحقيق في جرائم محتملة يُشتبه في أن تكون قد ارتكبتها زوجة رئيس وزراء إسبانيا باستغلال النفوذ والفساد في عملياتها وصفقاتها التجارية.

أضاف بيدرو سانشيث بأن القاضي سيستدعي المسؤولين عن اثنين من الصحف الرقمية التي ذهبت للنشر عن هذا الموضوع، وهي الصحف التي وصف بأنها جرائد يمينية ويمينية متطرفة. وشدد على أن زوجته ستذهب وبكل تأكيد للدفاع عن نفسها وعن نزاهتها، وستتعاون مع القضاء في كل ما يطلبه منها من أجل توضيح أحداث تبدو كفضائح إلا أنها غير موجودة – على حد تعبير رئيس الوزراء الإسباني-. وأشار إلى أن ادعاءات نقابة (الأيادي النظيفة Manos Limpias) تستند على معلومات مصدرها صحف يمينية متطرفة، وهي المعلومات والتي قام هو وزوجته بنفيها في الوقت الذي قامت فيه زوجته بتقديم دعاوى قضائية كي تذهب هذه الصحف الرقمية إلى تصحيح هذه المعلومات الزائفة.

وصف رئيس الوزراء الإسباني في خطابه هذه الحيل بأنها استراتيجية هادمة تهدف للتعرض للأشخاص، وتم استخدامها منذ أشهر طويلة، وأنه لم يتفاجأ برد الفعل المبالغ فيه من قبل كل من زعيمي المعارضة السياسية في إسبانيا: رئيس الحزب الشعبي اليميني، ألبرتو نونيث فييخو، ورئيس حزب (VOX) اليميني المُتشدد، سانتياغو أباسكال، معتبرا كلاهما بأنهما متعاونين رئيسيين إلى جانب الصحف الرقمية اليمينية المُتشددة  (الأيادي النظيفة Manos Limpias) في هذا التطاول الخطير. وذكر بأن فييخو كان هو من تقدم أمام مكتب تضارب المصالح بالحكومة الاسبانية بشكوى مطالبا بنزع الأهلية عنه لتولي مناصب حكومية لفترة ما بين (5) إلى (10) سنوات، وهي الشكوى التي تم حفظها في مناسبتين مختلفتين من قبل المكتب المذكور، إلا أن هذا القرار لم يلقى استحسان المعارضة اليمينية التي ذهبت للتشكيك في هذا القرار، واستغل الحزب الشعبي الأغلبية التي يملكها داخل مجلس الشيوخ من أجل الدفع لإنشاء لجنة تحقيق للتحقيق في هذه الاحداث، وكان ما ينقص فقط هو تحويل هذا الموضوع إلى ساحات القضاء.

أضاف رئيس الوزراء الإسباني قائلا: :”إنها عمليات للتعرض والهدم برا وجوا وبحرا من أجل إضعافي سياسيا وعلى المستوى الشخصي بالهجوم على زوجتي، ولست ساذجا فأنا اعرف بأنهم يقدمون دعاوى قضائية ضد زوجتي ليس لأنها ارتكبت مخالفات، لاسيما وأنهم يعرفون ذلك، ولكن لأنها زوجتي، كما أنني أعرف بأن الهجوم الذي اتعرض له ليس ضد شخصي، وإنما لما أمثله من مشروع سياسي تقدمي مدعوم بنتائج انتخابات تلو الأخرى وبالملايين من الشعب الاسباني، مشروع يقوم على تحقيق التقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وتجديد دماء النظام الديموقراطي”.

ذكر رئيس وزراء إسبانيا بأن ” خير ما يمثل إسبانيا التقدمية ككيان سياسي هو حزب العمال الاشتراكي”، وأضاف بأن هذا الكفاح قد اتضحت نتائجه في انتصارات سياسية مُتتالية، سواء كان من خلال تقديم سحب الثقة من الحكومة السابق، أو تحقيق انتصارات انتخابية متتالية منذ عام (2019م)، رغم المحاولات المستمرة لنزع الشرعية عن الحكومة الائتلافية، ثم في الانتخابات العامة (23 يوليو 2023م) بعدما نجح الحزب الاشتراكي، وبعد تصويت الأغلبية من الشعب الاسباني لصالح التقدم، من تشكيل نسخة جديدة من حكومة ائتلافية تقديمة، لتقف في وجه حكومة ائتلافية من اليمين واليمين المُتشدد كانت تتوقعها وسائل الاعلام المحلية الموالية لهذا التيار السياسي الذي لم يقبل بنتائج هذه الانتخابات، واعتبر بأن الهجوم السياسي لن يكون كافيا، ليتجاوز خطوط احترام الحياة الأسرية لرئيس الحكومة ويهاجم حياته الشخصية.

صورة أرشيفية,وكالات أنباء

ذكر بأن المعارضة السياسية اليمينية وقياداتها لم تخجل في مواصلة محاولة الغاء شرعية الخصيم السياسي من خلال اتهامات مخزية وباطلة، وأشار إلى أن إسبانيا تعيش تحالف للمصالح بين اليمين واليمين المُتشدد لا يقبل بما أسفرت عنه من نتائج صناديق الاقتراع، ومستعد لتشويه سمعة الآخرين من أجل التغطية على فضائح فساده وسلبيته أمام مواجهة هذا الفساد، واخفاء غياب مشروعه السياسي الذي أصبح مجرد سب وتناقل للمعلومات المغلوطة، واستغلال وسائل الإعلام المتاحة لديه من أجل تدمير الخصم السياسي على المستوى الشخصي والسياسي.

اختتم خطابه مؤكدا على أنه أمام هذا الهجوم الخطير وغير المسبوق فإنه عليه أن يتوقف ويفكر مع زوجته، ويقدم إجابات رغم محاولات اليمين واليمين المُتشدد تحويل الحياة السياسية إلى وحل في إسبانيا، وذكر بأنه سيفكر ما اذا كان سيستمر على رأس الحكومة الإسبانية أم أنه سيتنازل عن هذا الشرف الكبير بتولي هذا المنصب، وذكر بأنه رغم ما يدعيه اليمين واليمين المُتشدد في إسبانيا إلا أنه لم يكن أبدا متمسكا بمنصبه أو بالسلطة، وأنه مستمر ليؤدي واجبه السياسي ولتحقيق المصلحة العامة والتقدم لبلاده التي يحبها. وأكد على أنه سيواصل العمل، إلا أنه سيقوم بإلغاء أجندة عمله العامة لأيام مقبلة للتفكير واتخاذ القرار بشأن الطريق الذي سيسلكه، وأعلن بأنه سيظهر أمام وسائل الإعلام المحلية يوم (29 أبريل 2024م) كي يخطر الشعب الإسباني بقراره.