إسبانيا تستمر في تعزيز التقارب مع المغرب وتؤكد بأن التعاون المُشترك يصب في مصلحة المملكتين

المصدر: الصحيفة الرقمية الاسبانية www.eldiario.es

“الخميس، 21 فبراير 2024م، وكالات أنباء”

قام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، بتاريخ 21 فبراير 2024م، بزيارة رسمية إلى المغرب، رافقه خلالها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، حيث شهدت هذه الزيارة اجتماعه مع كل من ملك المغرب ورئيس الحكومة المغربية.

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية أثناء هذه الزيارة على حرص حكومته في مواصلة إحراز خطوات مُتقدمة في خارطة الطريق التي وضعتها كل من حكومتي إسبانيا والمغرب في عام 2022م، والرامية لتعزيز المشاورات السياسية بين المملكتين والوصول بها إلى أعلى المستويات، وهو ما اتضح في الاجتماع رفيع المستوى الذي عُقد في العام الماضي بالعاصمة المغربية الرباط، وكان يُمثل حدثا تاريخيا شهد توقيع 24 اتفاقية ثنائية، وإصدار بيان مُشترك يُحدد شكل وطبيعة العلاقات الثنائية بين المملكتين.

أشاد رئيس الحكومة الإسبانية أثناء لقائه بالعاهل المغربي بالتطور الإيجابي الذي تشهده علاقات التعاون بين البلدين، وهو ما اتضح في زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري، الذي بلغ قيمة 20 مليار يورو خلال عام 2022م.

وأكد على أن إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب، وأشار إلى نشاط عدد كبير من الشركات الإسبانية في تنفيذ مشروعات ضخمة داخل المغرب، وتحديدا في مشروعات البنية التحتية للنقل والمواصلات، والطاقات المُتجددة والموارد المائية.

وذكر المسؤول الإسباني بأن حكومته قد نجحت بفضل التعاون مع السلطات المغربية في تحسين إدارة الهجرة غير الشرعية، من خلال وضع برامج رائدة في مجال التعاون الأمني لمكافحة هذه الظاهرة، كذلك في مكافحة الإرهاب والاتجار في البشر وتهريب المخدرات.

أشاد كذلك رئيس الحكومة الإسبانية بالتعاون بين كل من إسبانيا والمغرب والبرتغال لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2030م، واعتبر بأن ذلك سيكون بمثابة فرصة ممتازة لتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين، كذلك تعزيز التعاون في مجال التعليم والتبادل الثقافي.

وأكد رئيس حكومة إسبانيا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في إدارة المعابر الحدودية والجمركية، مؤكدا على أن إسبانيا باتت مُستعدة للبدء في التعاون في إدارة الجمارك في كل من المدينتين الحدوديتين سبتة ومليلية، بهدف تحسين إدارة حركة التجارة بين البلدين وجعلها أكثر نظاما وشفافية.

كشف المسؤول الإسباني بأنه بحث كذلك مع كل من العاهل المغربي ورئيس حكومة المغرب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها قضية منطقة الصحراء الغربية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة الفلسطيني، حيث أكد رئيس الحكومة الإسبانية للجانب المغربي بأن موقف حكومته من قضية الصحراء الغربية لم يتغير، وأنه موقف ثابت اتضح في البيان المُشترك المُوقع بين حكومتي البلدين في عام (202م، ثم في بيان القمة الاسبانية- المغربية التي عُقدت في عام 2023م.

نقل كذلك رئيس حكومة إسبانيا إلى كل من ملك المغرب ورئيس الحكومة المغربية شعوره بالقلق أمام الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدا على وجوب وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتحرير كافة الرهائن، وعلى ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدا على الدور المحوري الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”. وشدد كذلك على ضرورة المضي قدما وبدون توقف نحو تفعيل حل الدولتين، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والعنف في منطقة الشرق الأوسط. ومن جانبه، أثنى كل من العاهل المغربي ورئيس حكومة المغرب على موقف الحكومة الاسبانية الحالية الذي وصفاه بالشجاع ومنذ البداية تجاه الأزمة في منطقة الشرق الأوسط.

تأتي زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب لتؤكد على مساعي هذه الحكومة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الثنائي بين مدريد والرباط، لاسيما وأن الاستمرار في الحفاظ على حالة الانسجام والتفاهم بين البلدين قد اتضح تأثيره الايجابي في التحسن الواضح في التعاون الأمني الثنائي للتصدي للهجرة غير النظامية ومكافحة عصابات الاتجار بالبشر وتفكيك الخلايا الإرهابية والاجرامية، كذلك في تحسن علاقات التعاون التجاري ووصولها إلى أفضل مستوياتها.